لحظة التخرج، رغم كونها حلمًا طال انتظاره، تحمل في طياتها واقعًا نفسيًا مفاجئًا لا يُناقش كثيرًا: الفراغ الوجودي بعد الإنجاز. فبعد سنوات من الدراسة، الجهد، والهوية الجامعية المرتبطة باللقب “طالب”، يجد كثير من الخريجين أنفسهم في مواجهة سؤال صامت لكنه عميق: من أنا الآن؟
الانتقال من بيئة منظمة (الجامعة) إلى عالم مفتوح بلا خارطة (الحياة المهنية أو البحث عن عمل) يُسبّب حالة من الارتباك النفسي والقلق الوجودي، قد تصل لدى البعض إلى أعراض تشبه الاكتئاب الخفيف أو الإحباط. ليس لأنهم فشلوا، بل لأنهم لم يتوقعوا هذا الفراغ بعد التخرج.
تُظهر الدراسات النفسية أن هذه المرحلة تُعرف بـمرحلة إعادة تشكيل الهوية”، حيث يبدأ الفرد في بناء صورة جديدة لذاته خارج الإطار الأكاديمي. وهنا تكمن أهمية الدعم النفسي، ووعي الطالب المسبق بأن التخرج ليس النهاية، بل بداية تحوّل داخلي.
Add a Comment