تُعد الحياة الجامعية مرحلة محورية في تشكيل الهوية النفسية للطالب، حيث ينتقل فيها من مرحلة الاعتماد إلى الاستقلال، ويواجه للمرة الأولى تحديات ذاتية واجتماعية تتطلب منه اتخاذ قرارات مصيرية تخص مستقبله وشخصيته.
في هذا الإطار، تُمثّل الجامعة فضاءً مفتوحًا لاكتشاف الذات، واختبار القيم، وتوسيع الأفق الفكري والثقافي.
من خلال التفاعل مع زملاء من خلفيات مختلفة، والانخراط في أنشطة طلابية، وتحمّل مسؤوليات جديدة، يبدأ الطالب في بناء صورة أكثر وضوحًا عن ذاته، وعن رؤيته للعالم.
كما أن الضغوط الدراسية والتحديات اليومية تصقل قدراته على المواجهة والتكيّف، مما يعزز نضجه النفسي والعاطفي.
في المقابل، قد تؤدي التجارب السلبية أو الشعور بالعزلة إلى اضطراب في إدراك الذات أو ضعف الثقة بالنفس، ما يؤكد أهمية الدعم النفسي والبيئة الجامعية الإيجابية في حماية توازن الطالب النفسي.
وبهذا، فإن الحياة الجامعية ليست مجرد مرحلة أكاديمية، بل تجربة وجودية عميقة تسهم بشكل مباشر في بناء الهوية النفسية للطالب وتحديد مساره الشخصي والمهني.
Add a Comment