في قلب تركيا، حيث يلتقي الشرق بالغرب، ينبض عالم أكاديمي متنوع يضع الطالب العربي أمام مفترق طرق بين الجامعات الحكومية ذات الجذور العميقة، والجامعات الخاصة ذات الرؤية المستقبلية. فالحكومية تُشبه القلاع التاريخية، شامخة بتقاليدها، دقيقة في انتقائها، تُكافئ المجتهدين وتفتح أبوابها لمن اجتازوا اختبارات التفوق، مقدّمةً تعليماً عالي الجودة بتكاليف رمزية، ولكن غالبًا بلغة تركية قد تشكل حاجزًا ثقافيًا لبعض الطلاب. أما الجامعات الخاصة، فهي كالمباني الزجاجية الحديثة، شفافة، مرنة، متفاعلة مع متغيرات العصر، تستقبل الطلاب بأذرع مفتوحة، وتمنحهم فرصة التعلم بلغات عالمية، في بيئة متعددة الثقافات، وإن كان ذلك بثمنٍ أعلى. وبين الحلم والحقيقة، تبقى الحكمة في أن يختار الطالب ما يلائم شخصيته، قدراته، وطموحاته؛ لأن النجاح لا تصنعه الجدران، بل تصنعه الرغبة في التعلّم، والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح في المكان الصحيح.
Add a Comment